الأحد، 13 ديسمبر 2015

المجاعه

المجاعات وليدة الجفاف، حقيقة لا مراء فيها. وظاهرة الاحتباس الحراري قد تطيل نوبات الجفاف وتفاقمها.
وقد ظل العالم يعاني من المجاعات، مثلما عانى من الحروب والأمراض المعدية، منذ عصور غابرة.
ثمة عوامل طبيعية وراء العديد من المجاعات التي تحدث، مثل الجفاف والفيضانات والأعاصير وغزو الجراد والآفات الضارة والأمراض التي تصيب المحاصيل..
غير أن أكثر أسباب المجاعات شيوعا الحروب التي تنشب هنا وهناك وتؤثر على توزيع المحاصيل والمواد الغذائية جراء اللجوء لأساليب الحصار والإغلاق وتدمير طرق النقل والشاحنات.
ومما يفاقم المجاعات ويزيد من وتيرتها سوء إدارة الحكم، وانعدام الأمن، والافتقار إلى البنى التحتية الضرورية، والتعليم الجيد. ويوجز البعض العوامل الأخرى التي تسبب المجاعة في الفقر، والبنية التحتية الاجتماعية غير الملائمة، ونظام الحكم الضعيف.
على أن أشد المجاعات وطأة تلك التي ضربت أفريقيا جنوب الصحراء. ولقد ظل العوز والفقر المدقع وسوء التغذية ومعدل الوفيات المرتفعة لا سيما وسط الأطفال، هي السمات الغالبة في كل المجاعات.
لقي حوالي سبعين مليون شخص حتفهم جراء المجاعات التي ضربت أنحاء عديدة من العالم في القرن الماضي .
في أفريقيا، فإن تاريخ المجاعات فيها يمتد إلى ما قبل ميلاد المسيح عليه السلام. ففي أواسط القرن الثاني والعشرين قبل الميلاد أدى تغير مناخي مفاجئ -لكنه لم يدم طويلا- إلى انحباس المطر، فكان أن ضرب الجفاف صعيد مصر مما أسفر عن حدوث مجاعة وحرب أهلية كانت على ما يبدو سببا رئيسيا في انهيار المملكة القديمة.
وفي ثمانينيات القرن السابع عشر الميلادي طالت المجاعة أرجاء الساحل الأفريقي برمته، وفي 1738 قضت المجاعة على نصف سكان تمبكتو آنذاك.
وعادت المجاعة لتضرب مصر ست مرات ما بين عامي 1687 و1731. ونالت منطقة المغرب العربي نصيبها من المجاعات ووباء الطاعون مطلع القرن التاسع عشر. وعانت مدينتا طرابلس وتونس بدورهما من المجاعة في 1784 و1785 على التوالي.
وقد وثَّق مؤرخو المجاعات في أفريقيا لكوارث جوع متكررة في أثيوبيا، ولعل أسوأها كان في 1888 والسنوات التي تلتها.
وكانت الحروب سببا في معظم المجاعات التي شهدتها أفريقيا , 
ومن أبرز المجاعات الأخرى التي شهدها القرن العشرين تلك التي وقعت في البنغال (1942-1945)، ومجاعات الصين في 1928 و1942، وسلسلة المجاعات في الاتحاد السوفياتي (1932-1933) .